شـروق وغـروب ..
شروق هنا وفجر جديد
ضياء ينير الآفاق وتفاؤل لا يُقََََيَد بحدود !
رغبة كبيرة في الحياة
فمقوماتها موجودة بوجود الشمس
والقدرة علي العطاء مشتعلة ووهجها يزداد تألقاً بتألق أنوارها
علي طرف آخر وفي زمن واحد
ظلام دامس وسواد قاتم
شعور موحش وإنكسار للقوة
هزل ووهن وميل للخمول !
غروب لشمس أشرقت لتوها علي الطرف الآخر
معلنة عن يوم وليد....
شروقاً يحمل السعادة هنا
وغروب يعني إنتهاء يوم وإنتظار يوم جديد هناك
ما أصعبها من لحظة
لحظة الإنتظار اللعينة !!
إنتظار اليوم الموعود
.
.
ربما يطول الإنتظار
فيكون كطول خط الأفق الأقصي
أو كحلم يترائي لعاشق مجنون يهيم حباً
في معشوقته المتحصنة في برجها العاجي البعيد ...
هذا هو ناموس الكون الثابت
شروق يتبعه غروب
وغروب يليه شروق
فهل يطول الغروب ويطول ..؟؟
وتغيب الشمس وينطفئ بريقها ..؟؟
ويصبح بزوغ فجرها أمراً مستحيلاً من عالم المجهول ..؟؟
يبدو الغروب واقعاً لا مفر منه
مكبلاً للسماء ..والضياء ..وحتي الهواء
هل إستمراريته حتمية ..؟؟
وهل تواري الشروق وغيبته ستكون أزليه ..؟؟
بالطبع لا ...ولا ...ولا
فمهما طالت المدة وزاد إتساع المسافات بين طرفيها
وأضحت لحظة الإنتظار أكثر ضبابية
وخيل للبعض أنها أبدية ..
ستشرق الشمس من جديد
وستهدي لمنتظريها الهدية
وتمنحهم النشوة الحقيقية
وسيشرق معها اليوم الموعود
فكل غروب سيتبعه شروق ..يمحو ظلمته وينير عتمته.
...................................
عالم رياضي كبير يشرق فيه الكثيرون
وما يلبث أن يداهمهم الغروب ليضرب مع آخرين موعد مع شروق جديد
معادلة ثابتة ولا ضباب يحجب رؤيتها
ولا حاجب يمنع قراءة ابجدياتها
فقوانينها ثابتة وجلية
نعود بذاكرتنا لنصف قرن مضت من الزمان
علي أرض السويد البيضاء الملفحة بثلج الشمال
تتويج مبهر لرجالات السامبا أضفي دفئاً علي بلاد الثلج
وأفرز فريقاً تربع علي عرش المستديرة
تلاه فوز جديد وتتويج علي أراض لاتينية .. فهذه تشيلي تشهد
علي شروق فجر الكرة البرازيلية الساطع.
مجدداً يظهر التميز جلياً ويكتمل عقد الإبداع بفوز برازيلي
علي الأراضي المكسيكية
والضحية هذه المرة الكرة الإيطالية
شروق مبهر وأضواء تزيغ لها الأبصار ولا تقوي علي التحديق بها
شهرة صدح بها عشاق المجنونة ..
وشارات النصر لفت الأصدر وزينتها بأكاليل الغار الندية
تتوقف العجلة !!
ويبدأ النور يخفت ويخفت إلي أن يكسوه الظلام
وتظهر الأشياء موشحة بالسواد ..
وتغرب الشمس إلي وقت قد يطول ....!!
غروب طال أمده بلا ريب..
إلي أن اشرقت شمس التميز من جديد ولكن ..
بعد 24 عاماً !!
فترة طويلة وقاسية !!
من لحظات الإنتظار القاتلة ..
ومن الامنيات التي إقترب تحقيقها في أنظار عشاق البرازيل
إلي عالم المستحيل !!
...................................
إسم أخر للإبداع ..تاريخ لا يقبل المزايدة
رمزاً من رموز الكرة الثابتة
الأرجنتين ...
كانت علي موعد من الإنتصارات والتتويجات
تربع علي عرش قارتها وفوز متلاحق لبطولاتها
وصعوداً لقمة الصدارة العالمية
بعد فوز علي الهولندين في سبعينات القرن الماضي
تتويج جديد مع الفذ دييجو بنكهة مكسيكية وسحر أخاذ
ونجمة ذهبية ثانية رصعت الصدور الأرجنتينية علي حساب الماكينات الألمانية
كان شروقاً سماوياً مبهراً لمعت خلاله بلاد الفضة
وزاد بريق الشمس الضارب علي شواطئ لابلاتا
ما لبث أن تكررت التجربة البرازيلية وألقت بظلالها الثقيل
علي الكرة الأرجنتية !!
فكان الغروب ..!!
ما أقساه من غروب ..
توارت الشمس وأنوارها
فكوبا اميركا هنا أو ميدالية أولمبية هناك
لم تقنعا الجماهير الأرجنتينية
فمقعد الصدارة وكرسي الريادة هو المطلب
فما تمتلكه الأرجنتين من إمكانيات فنية وبشرية وتاريخية
يعطيها الأفضلية والقوة للولوج في آتون يطفح بالعثرات والعقبات
للوصول لنافذته المطلة علي أرض الذهب وبريق الإنتصار
فلا بكاء علي الأطلال
ولا تقليب في صفحات العز القديمة
لن نحزن كثيراً علي غياب باتستوتا وأيالا وزانيتي وكريسبو وسورين وريكلمي .
لن نحزن لخروج هذا الجيل الرائع خالي الوفاض إلا من النكسات !!
لن نأسف عليهم فالأرجنتين أكبر منهم جميعاً
فهي من أظهرتهم وقادرة علي إظهار الأفضل والأقدر
علي حمل إسمها وتاريخها إلي مكانها الذي تستحق !!
لن نفقد الامل ببزوغ فجر اليوم الموعود
فجيل ميسي وغاغو وإجويرو وتيفيز وموراليس وماسكيرانو وكاهياس وأستاري
قادر علي إمتطاء خيل التفوق الجامحة
وترويضها للوصول إلي الهدف المنشود
وستكون الأرض السمراء شاهداً
علي اليوم الذي طال إنتظاره ...
فلا يأس إذا كان فرس الرهان يحمل
قيمة وتاريخ كقيمة وتاريخ بلاد التانجو ..
فغروب الشمس الأرجنتينية طال كثيراً وحان وقت بزوغ فجرها السعيد
دمتــم بخيــر ..